القرنية المخروطية
القرنية المخروطية هي تحدب غير طبيعي وبروز حاد للقرنية بشكل مخروطي مع ترقق في سمكها ، وعدم انتظام في شكلها وتضاريسها.
القرنية هي الغشاء الأمامي الشفاف للعين الواقع أمام القزحية ( الملونة ) والبؤبؤ . وهي في الحالة الطبيعية منتظمة الشكل كالقبة ، متحدبة بشكل منتظم ، تعمل على تركيز الاشعة الضوئية وإسقاطها – مع العدسة – على الشبكية للحصول على رؤية واضحة .
في حالة القرنية المخروطية تصبح القرنية محدبة بشكل حاد شبه مخروطي ، مع انبعاج القرنية للخارج وترقق في سمكها ، وهذا يؤدي إلى عدم انتظام سطحها الانكساري ، ومن ثم تشويش الأشعة الساقطة على الشبكية وتداخلها ، فتصبح الرؤية ضبابية متداخلة مشوشة .
السبب الحقيقي للقرنية المخروطية لا زال غير معروفا ، إلا أن هناك عوامل وراثية تلعب دوراً في حدوثها ، بالإضافة إلى أن قيام المريض باستمرار بحك عينه بشكل دائري قد يؤدي إلى ظهور الحالة وتفاقمها .
القرنية المخروطية في الأغلب تظهر ما بين 10 – 20 سنة من العمر ، إلا أنها قد تظهر بعد ذلك أيضاً ، وهي في الأغلب تزداد حدة وتفاقماً مع مرور الوقت ، لذلك فإن التشخيص المبكر مهم جداً للقيام باللازم لإيقاف تقدم المرض وتفاقمه.
للتأكد من تشخيص القرنية المخروطية هناك بعض التصاوير والأفلام التي تبين بالتفصيل تضاريس القرنية وسمكها ، مثل Pentacam أو Orbscan . وهذه الأفلام مهمة جداً أيضاً لمتابعة الحالة فيما بعد لتثبيت فيما لو كانت الحالة لا زالت في وضع متفاقم أم أنها وقفت عند حد معين.
القرنية المخروطية لها درجات متعددة من حيث تقدمها وتفاقمها ، ولكل حالة علاج يختلف تبعاً لذلك ، ولكن عموماً العلاج له هدفان : الأول هو إيقاف تقدم وتفاقم المرض وهذا هو حجر الأساس في العلاج ويتم عن طريق إجراء عملية تصليب القرنية باستخدام الأشعة فوق البنفسجية مع دواء خاص يقطر على العين يسمى Riboflavin يؤدي تفاعلهما إلى زيادة صلابة القرنية مما يمنع من زيادة تحدبها مع مرور الوقت. أما الهدف الثاني من العلاج فهو تحسين الرؤية ، وهذا يتم إما عن طريق استخدام عدسات لاصقة جامدة خاصة لتركيز الاشعة الضوئية بشكل منتظم داخل العين ، أو عن طريق زراعة حلقات داخل القرنية للتقليل من التحدب المرضي للقرنية ، أو عن طريق زراعة عدسة داخل العين لتركيز تكون الصورة على الشبكية ، وفي الحالات المتقدمة جداً قد يحتاج المريض لزراعة قرنية جديدة للحصول على الرؤية المطلوبة.